الأربعاء، 4 مايو 2016

الأعراس وتقاليد الزواج فى الامارات

تقاليد الزواج في الامارات
مقدمة
تستمدّ الأمم هويتها من تراثها وأصالتها المتجذرة في قلب التاريخ، ولكل مجتمع عاداته وتقاليده، التي يتوارث تفاصيلها الآباء والأجداد جيلاً عن جيل، لتكبر وتصبح مع الزمن مدعاةً للفخر والاعتزاز، ولاشك أنّ أجمل تلك التقاليد مناسبات الزواج، لما تعنيه في حياة الفرد والأسرة والجماعة، فضلاً عن كونها مناسبات للفرح والسعادة.

في دولة الإمارات العربية المتحدة، اتسمت أعراس الماضي بالبساطة والعفوية، وفي الوقت نفسه بالثراء والتنوع، حيث تعدّ الإمارات جزءاً من تركيبة المجتمع العربي، وعاداتها في الزواج مستمدة من تعليمات الدين الإسلامي السمحة، والأخلاق العربية الأصيلة.




المصاهرة قديماً
كان الناس قديماً يحرصون على مصاهرة الأهل والأقارب، لقناعتهم بأنّ ذلك يزيد في الترابط الأسري، والتماسك العائلي، ولكنهم أيضاً قد يتزوجون من غير الأقارب أو القبيلة، فإنّ كانت العروس غريبة عنهم وقعت مهمة البحث عنها على كاهل “الخاطبة” أو “الرسول” التي لديها القدرة على تقييم الفتاة وعائلتها، ولم تكن التقاليد قديماً تسمح للخاطبة بالمجاهرة بالأمر، لأن ذلك يتنافى والحياء العام الذي تتميز به الأسرة الإماراتية.
ويحرص العريس الإماراتي كغيره من الشباب العربي الخليجي على مصاهرة الأسرة المعروفة بالمكانة الاجتماعية المرموقة بين الناس، ويتفق أهل العروسين على المهر، ويتحمّل العريس مسؤولية تأثيث منزل الزوجية وتكاليف العرس، متضمنةً المهر، الزهبة، حفل الزواج، الولائم.






المَهْـر
من المتعارف عليه أنّ أيّ زواج بين رجل أو امرأة، لا بدّ أنّ يكون مصاحباً لمبلغ من المال يدفعه العريس إلى والد العروس، وتختلف القبائل بعضها عن بعض في تحديد المهر، وعادة ماتكون المهور مرتفعة، وقد يكون المهر عبارة عن عدد كبير من رؤوس الأغنام أو الجمال، وأحياناً تقدم بعض المجوهرات، “طبلة ذهب أو مرية”.
الزهبة
جهاز العروس يسمى بـ”الزهبة” عند أهل الإمارات، و”الزهبة” تعني الذهب والملابس والعطور، وعند بعض القبائل تكون “الزهبة” مجموعة من الحقائب بها ثياب وعطور وأحذية وذهب ومجوهرات، وتنقسم الزهبة إلى قسمين: قسم للعروس، وقسم لأهل العروس، إضافة إلى الحاجات الضرورية والتي تسمى “المير”، كالأرز والطحين والسكر والشاي والأغنام وغيرها من المواد الغذائية.
هذا وتنقل الزهبة إلى بيت العروس يوم الأربعاء عصراً في جو غنائي، ويوضع جهاز العروس في صندوق أو حقائب تحملها النساء، ويسير الموكب إلى أن يصل إلى بيت العروس، وهناك يكون أهل العروس في استعداد لاستقبال ضيوفهم حيث تحضر الولائم.
تذهيب العروس
جرت العادة على تزيين رأس وأذنين العروس بالكواش، الطاسة، الشغاب، والشفاق، أما الصدر فكانت تزينه الحلي الكثيرة منها المرية، المرتعشة، وأم مفروقة، ولليدين كان هناك حلي حب الهيل، أبو شوك، المرامي، وفيما يتعلق بالخصر فكان يلفه الحزام، أما الأصابع تزينها الخواتم.
تجهيز العروس
نظراً لتعزيز مكانة الزواج في أرجاء المجتمع الإماراتي، كانت الاستعدادات له تبدأ قبل 40 يوماً من موعد الزفاف، وفي هذه الفترة تقوم أم العروس أو إحدى قريباتها أو “الماشطة”، بدهن وجه العروس بـ”الورس” وهو نبات عشبي لونه ضارب إلى الصفار يعطي البشرة نعومة، وبخصوص شعر العروس، اعتاد الأهل على استخدام “المحلب” و”دهون الورد”، حيث يدهن جسم العروس لمدة 4 أو 5 أيام وتغطى العروس بشيلة أو خمار أسود شفاف
حنّة العروس
تُحنّى العروس خلال ليلة الأربعاء والخميس في قدميها ويديها، وتحنيها نفس المرأة التي تقوم بتزينها، وكانت حنة العروس قصة أو بعض النقوش على أطراف الكف مثل رسم هلال، أما الأصابع فكانت تُحنى أطرافها مع الظفر على شكل كشتبا، وبالنسبة للعريس فيحنى على طريقة الغمسة، أي أن تغمس رجله إلى الرسغ بالحنة وكذلك يداه إلى المرفق






المكسار
يدعى يوم عرض “زهبة العروس” على المدعوات من النساء “يوم المكسار”، وجرت العادة على عرض هدايا العريس لعروسه على مرأى من الأهل والأقارب، والعروس عادة لا تشارك في هذه الإجراءات بل تكون محتجبة عن الناس لمدة أسبوع كامل، لتظهر في أجمل حلتها يوم العرس.
والمكسار هو ما يتدلى من أطراف المنزل إلى الأرض ليقي الجالسين حرارة الشمس، وبالإضافة إلى ذلك فإنّه كان عند الأغنياء والرؤساء لوضع مختلف الأطعمة والذبائح، ونحر الإبل.









احتفالات الزواج
تظهر في المجتمع الإماراتي فكرة التضامن الاجتماعي وخاصة في احتفالات الزواج، حيث يقوم أفراد المجتمع بالمساعدة في إتمام الزواج وحفلاته، ويقدمون الهدايا من الذبائح أو النقود.
وتقام احتفالات الزواج في بيت العروس، وتدوم يومين أو ثلاثة أو سبعة، ثمّ تزف العروس بعدها إلى زوجها ليلة الجمعة بعد عقد القران، ويستضيف أهل العروس العريس في بيتهم سبعة أيام بلياليها، ثم بعد ذلك يقوم أهل العروس والجيران والأقارب بزفهما إلى بيت الزوجية
تظهر في المجتمع الإماراتي فكرة التضامن الاجتماعي وخاصة في احتفالات الزواج ؛ حيث يقوم أفراد المجتمع بالمساعدة في إتمام الزواج وحفلاته ومراسيمه، ويقدمون الهدايا من الذبائح أو النقود.
يتم استدعاء فرق الفنون الشعبية أيام العرس لإحياء رقصات العيالة والرزفة ؛ وذلك لإدخال السعادة والسرور على الحضور.
تردد الفرقة أثناء العرس أهازيج ( الآهالة ) وهو صنف من الأغاني يؤدى دون استعمال الآلات الموسيقية، وعند ظهور ( البشتخته ) أي جهاز (الجراموفون ) بدأ الناس يستمعون من خلال الأسطوانات المسجلة إلى الأغاني الخليجية.
أثناء الاحتفال بالزواج يرقص الرجال بالسيوف ويطلقون الأعيرة النارية






رقصة العيالة
تبدأ احتفالات العرس كل يوم من بعد صلاة العصر حتى صلاه المغرب، ثم تتواصل في المساء من بعد صلاة العشاء إلى منتصف الليل تقريباً، حيث تقوم رقصة العيالة التي يصطف بها ما يقارب من سبعين راقصاً في صفين متقابلين، ويغنون على نغمات الدفوف، والطارات، والطوس، والتختمير.
من جانب آخر، اعتاد السكان على تأدية رقصة “الليوا”، حين يكون أهل العروس في طريقهم إالى بيت العريس، لأنّ الدخول من المدن يكون في بيت والد الزوجة، حيث يمكث عندها سبعة أيام ثم ينتقل بها إلى منزله في موكب حافل، ويكون أهله في حينها على استعداد لضيافتهم، وإلى جانب ذلك عرف نوع آخر من الرقصات منها “المالد”، و”المناهيل.








الولائم
جرت العادة على تقديم الهريس المصنوع من البرّ المغلي على النار مع اللحم، وبعد نضجها تصب في حفرة مغطاة ثم تضرب بالمصدام “خشبة مستوية لها مقبض ليمتزج اللحم والبر”، مع الأكلات الشعبية كالفقاع، والريوق، والحلواء البلدي المصنوع من النشاء، وهو لباب البرمع السمن والسكر حيث يغلى في قدر ويحرك بصفيحة من حديد ولاسيما قبل ليلة الزفاف لمن يشارك في المناسبة







موعد العرس
هي في الغالب ليلة الجمعة، بقراءة المولد الشريف والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وأجمع أسلافنا رحمهم الله تعالى من أهل المذاهب الأربعة على قراءة هذا المولد لما فيه من ذكر حياته صلى الله عليه وسلم، ابتداء بمولده مع ما واكبه من الإرهاصات النبوية وشمائله وهجرته، ثم لازال أهل السلام من سائر الأقطار والمدن الكبار يعملون المولد ويتصدقون في لياليه.
زفـة الضحى
صباح يوم العرس، تجهز العروس لتزف “زفة الضحى” فإذا كانت العروس من عائلة غنية أو ابنة شيخ القبيلة أو أميرها فإنها تحمل في سجادة عجمية بواسطة النساء، وإذا كانت ابنة عائلة ميسورة الحال أو فقيرة فإنها تذهب إلى زوجها ماشية على قدميها.
محتويات بيت العروس
تسكن العروس مع أسرة زوجها في بيت واحد وتكون لها غرفة خاصة، ففي الصيف يكون مجهزاً لها عريش يتكون من جريد النخل وسعفه، ومفروش بالسجاد ويوجد به سريراً من الخشب عليه طرح من القطن، ومغطى بمفرش إما مزخرف أو رداء، ويوجد في غرفة العروس كذلك صندوق لوضع الثياب، ومرآة ومبخرة للثياب وبعض العطور
إلى ذلك، تعد دولة الإمارات العربية المتحدة دولة إسلامية عربية خليجية، ولا تختلف طقوس الزواج فيها قديماً أو حديثاً عن جاراتها في الدول العربية الخليجية إلّا في بعض التفاصيل البسيطة، فالزواج قديماً كان بسيطاً في طقوسه واحتفالاته، عميقاً في تحقيق التواصل والتكافل بين أفراد.
جهاز العروس:
تجهز العروس بأنواع من النقش بالحناء في أيديها وأرجلها، وكانت نساء الحيّ هنّ من يزينّ العروس.
يقوم أهل العريس بجلب الطعام إلى بيت أهل العروس، وتقوم أم العروس بدعوة جيرانها؛ يتعاونّ وينظفنّ العيش (الأرز) والحب (الهريس) ويقلين (يحمصن) القهوة ويطهون الأرز واللحم، ويعددن الحلوى كاللقيمات والبلاليط ثم يدعى الأهل والجيران لتناول الوليمة... وتدور فناجين القهوة على الجميع ..
ولا يفوت أهل العريس أيضًا أن يرسلوا ما تيسر من الطعام للمرضى وكبار السن ممن لا يستطيعون المجيء.
يسمي أهل الإمارات جهاز العروس ب ( الزهبة ) وهي تعني الذهب والملابس والعطور، وعند بعض القبائل تكون ( الزهبة ): مجموعة من الحقائب بها ثياب وعطور وأحذية وذهب ومجوهرات، وكان الذهب يتكون من الطاسة التي (تلبس على الرأس) ، والمرية والكواشي (حلق) والمرتعشة (قلادة) والحيول أبو الشوك (نوع من الأساور) والمرامي (نوع من الخواتم).
تنقسم الزهبة إلى قسمين : قسم للعروس، وقسم لأهل العروس، وخاصة أم العروس التي توزع من هذه الزهبة على صديقاتها وجيرانها .
تشتمل الزهبة أيضًا على الحاجات الضرورية التي تسمى ( المير ) كالأرز والطحين والسكر والشاي والأغنام وغيرها من المواد الغذائية .
شروط إبرام عقود الزواج الإماراتي حديثًا
- حضور الخاطب والمخطوبة والولي أو من ينوب عنهما قانونًا على أن يكونوا عاقلين بالغين سن الرشد 21 سنة.
- حضور شاهدين عاقلين بالغين راشدين إذا كانت المخطوبة أرملة أو مطلقة؛ فيجب إبراز ما يثبت ذلك، مع ضرورة إتمامها العدة، وأن تكون خالية من أية موانع شرعية.
- إذا كانت المخطوبة حديثة العهد بالإسلام، يجب إحضار شهادة إشهار الإسلام، وشهادة تفيد أنها غير متزوجة، وأن تكون خالية من أية موانع شرعية.
- إذا كانت الوكالة أو أية وثيقة أخرى صادرة من خارج دولة الإمارات، يشترط أن تكون مترجمة ومصدقة حسب الأصول.
- إذا كانت المخطوبة خادمة أو مربية أو من في حكمهما، يشترط إحضار موافقة الكفيل.
- تضاف أتعاب المأذون الشرعي إذا تم عقد القران خارج دائرة القضاء.
صندوق الزواج
مع تطور المجتمع الإماراتي اقتصاديًّا واجتماعيًّا دخلت كثير من المظاهر والعادات على طقوس الزواج ؛ فلم تعد احتفالات الأعراس تقام في الحيّ نفسه، بل أصبحت تقام في فنادق أو صالات أعراس متخصصة، ولم يعد أهل العريس يعدون الولائم بأنفسهم، ولكن يتولى ذلك المكان الذي يقام فيه حفل العرس، كما أن ملابس العروس تغيرت؛ فقد أصبحت ترتدي الثوب الأبيض بدلًا من الثياب الشعبية التقليدية، وتتزين على يد أمهر خبيرات التجميل.
إلى جانب ذلك ظهرت المبالغة في المهور والمغالاة في تكاليف الزواج؛مما انعكس سلبًا على الحياة الاجتماعية الأسرية؛ فتأخر سن الزواج، وعزف بعض الشباب عنه، أو لجأوا إلى الزواج من أجنبيات.
"ومن هنا كانت التوجيهات السامية- للمغفور له بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بإنشاء صندوق الزواج عام 1992 م ؛ ليثبت أن التكافل الاجتماعي في دولة الإمارات العربية المتحدة ليس بين الأقارب الأهل والجيران فقط، بل إن أولي الأمر يتولون مسؤوليتهم في تيسير أمر الزواج كداعمين وميسرين له بين جميع أفراد المجتمع الحاكم مع المحكومين.
الأعراس الجماعية
جاءت فكرة الأعراس الجماعية لتحقق أهداف صندوق الزواج الرامية إلى تيسير أمور الزواج وتحمل نفقاته، إلى جانب أنها تدخل الفرحة إلى قلوب المجتمع بأسره، وهي تفتح الباب أمام النفوس الكريمة الراغبة في بذل الخير لتقدم المساندة والدعم للشباب في بدء حياتهم الزوجية.
" أقيم العرس الجماعي الأول بدعوة من صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة يوم الأحد 24/6/1990م لأربعين عريسًا وعروسة في منتزه الجزيرة بالشارقة ....وقامت جمعية الأعمال الخيرية بإعداد برنامج حافل مع هذه البادرة الخيرة، وقامت فرق الفنون الشعبية بتقديم الأهازيج الشعبية.
" نظمت مؤسسة صندوق الزواج العرس الجماعي الأول للشباب من أبناء الإمارات في دبا الحصن في الثالث من شهر يوليو 1996 م بعد ست سنوات تقريبًا من إنشاء صندوق الزواج.


فيديو يوضح تقاليد الأحتفال بالاعراس:








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق